يعتبر جسر الملك حسين حالياً المعبر الحدودي الدولي الوحيد في الضفة الغربية، والذي يخدم شركات الضفة الغربية التي تستورد من الأردن ومنطقة الشرق الأوسط، والدول الممتدة أكثر إلى الشرق، كما تصدر هذه الشركات إلى هذه الدول في الوقت ذاته. إلا أنه حتى في ظل الإمكانات التي يوفرها جسر الملك حسين للتجارة الأجنبية الفلسطينية مع الأسواق الإقليمية، يفضل الشاحنون الفلسطينيون استخدام موانئ حيفا وأشدود الإسرائيلية، بدلاً من جسر الملك حسين، لنقل بضائعهم من الأسواق الإقليمية والدولية وإليها. وعبر ممثلون عن الشاحنين الفلسطينيين عن ترددهم من استخدام جسر الملك حسين بوابة رئيسة لوارداتهم وصادراتهم، نظراً للسياسات والإجراءات الصعبة والمعيقة للتجارة، التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على ذلك المعبر.
يواجه الشاحنون الفلسطينيون قائمة طويلة من المعيقات على جسر الملك حسين، وغالباً ما تنتج هذه المعيقات بشكل مباشر من عدم القدرة على استخدام الشحنات الموضوعة في حاويات، لاستيراد البضائع من الأسواق الإقليمية والدولية والتصدير إليها. وفي مسح أعده مجلس الشاحنين الفلسطيني ، قال الشاحنون: إن عدم قدرتهم على استخدام الحاويات لشحن البضائع على جسر الملك حسين، يؤدي إلى زيادة تكاليف التغليف، والنقل، وزيادة رسوم المعالجة، وزيادة الضرر على البضائع، ومحدودية خيارات التغليف، ومحدودية البضائع التي يمكن التجارة بها، من خلال جسر الملك حسين، وكل هذا يؤدي إلى ازدياد تكاليف النقل لكل شحنة، وارتفاع تكلفة البضائع على المستهلك النهائي، وبذلك تصبح البضائع الفلسطينية غير منافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
واستجابة للخوف الذي يعتري الشاحنين الفلسطينيين، قام مجلس الشاحنين الفلسطيني إلى جانب مؤسسات فلسطينية من القطاع الخاص، بالمطالبة بتحسين الظروف التجارية على جسر الملك حسين، ويشمل ذلك الحاجة لمعالجة الشحنات المنقولة بالحاويات. ونتيجة لهذه الجهود، عبرت الحكومة الهولندية عن استعدادها للتبرع بماسح جسري للشعب الفلسطيني، يتم تركيبه على جسر الملك حسين لتيسير التجارة الفلسطينية. ومن زاوية الشاحنين الفلسطيني، يهدف الماسح المقترح إلى تشجيع الحركة الفعالة للبضائع من خلال التخلص من عملية الترادف في نقل البضائع )فهي عملية متعبة تتمثل بتنزيل المنصات للفحص اليدوي وإعادة تحميلها(وتخفيض الضرر على البضائع، والسماح بالنقل الفعال للمواد المبردة والقابلة للفساد، مما يسمح بتغليف أفضل للشحنات، فيما يتعلق بتنوع البضائع وكمياتها، ويخفض من مدة النقل وتكاليفه.
لقد بات من الضروري التأكيد، على أن تركيب ماسح للحاويات لن يحسن وحده من ظروف التجارة على جسر الملك حسين، فهناك عدد من المتطلبات المسبقة التي يجب وضعها، لكي يحسن الماسح المقترح من ظروف التجارة على جسر الملك حسين، ويتضمن ذلك: أسلوب عمل محسن تنفذه الحكومة الإسرائيلية، مع تواجد السلطة الفلسطينية على جسر الملك حسين )كما هو منصوص عليه في الاتفاقية الإسرائيلية الفلسطينية المرحلية لسنة 1995 (، إضافة لتوزيع المعلومات بشأن السياسات والإجراءات التجارية على جسر الملك حسين )مع التأكيد على استخدام الحاويات(، والقدرة على الحصول على الحاويات الفارغة، وإعادتها من الضفة الغربية وإليها.
ويبين تقييم أعده مجلس الشاحنين الفلسطيني، أن الشركات الفلسطينية مستعدة لاستخدام الشحنات بالحاويات على جسر الملك حسين، والسبب الرئيس لذلك أنهم يمتلكون سنوات من الخبرة في استخدام الشحنات بالحاويات في موانئ أشدود وحيفا الإسرائيلية. وعبر الشاحنون الفلسطينيون عن الحاجة لبوابة دولية أخرى تيسر من حركة البضائع، وبالتالي سيكونون على استعداد لاتخاذ الخطوات اللازمة لجعل هذه البوابة، بديلاً ناجحاً للموانئ الإسرائيلية. إلا أن ذلك يتطلب وضع عدة متطلبات مسبقة لمساعدة الشاحنين الفلسطينيين على التحول من الموانئ الإسرائيلية إلى جسر الملك حسين. وتشمل هذه المتطلبات المسبقة: العمل وفق المعايير الدولية، والقدرة على تبادل المقطورات، وإجراءات واضحة وموزعة بشكل واسع، والقدرة على الحصول على الحاويات وإعادتها.
هل تعتبر الشحنات بالحاويات بديلاً ذا تكلفة كبيرة للشاحنين الفلسطينيين؟ توصل تحليل أعده مجلس الشاحنين الفلسطيني إلى نتيجة مفادها: يمكن للشحنات بالحاويات أن توفر تكاليف كبيرة على الشاحنين الفلسطينيين، والمثال الموجود في 17 ( يوضح التوفير الكبير من خلال استخدام الشحنات بالحاويات للنقل البحري )توفير بنسبة % 48 - الصفحات) 16 للصادرات، وتوفير بنسبة % 49 للواردات(. إلا أن مجلس الشاحنين الفلسطيني يوصي بأن يعد الشاحنون الفلسطينيون تحليلاً للفائدة على التكلفة لكل شحنة، قبل اتخاذ القرار بنقل البضائع عبر الحاويات أو المنصات، أو فيما إذا كانوا سيستخدمون جسر الملك حسين، أو ميناء إسرائيلي. ويحث مجلس الشاحنين الفلسطيني أصحاب المصلحة ذات العلاقة) ويشمل ذلك القطاع الخاص الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية، والحكومة الهولندية، والرباعية،
للحصولة على الدراسة كاملة الرجاء تعبئة طلب العضوية.